الاثنين، 11 يوليو 2011

رمــــضان كـــريم



بعد غياب طويل بلا صوت أو تصريح يظهر ((بابا علي )) كما يحب البعض تسميته ليصرح بأنة على قيد الحياة .
ومازال بكامل قواه العقلية يصرح بما اعتدنا به يصرح به (الحوار – التحدي بتحدي ) وفعلا ما هزته ريح ...
 زغردت الحناجر والرصاصات والألعاب  النارية .. .. واستمتعنا بليلة مضيئة صاخبة ومخيفة نوعا ما ..
هل ما إصابة قصاص أو ابتلاء ...أو مجرد مسرحية  ؟؟
 لا يهم ولن أخوض في هذا فكل طرف له تفسيره ولن أغير وجهه نظر احد ولا أريد حقا ذلك ..
في الأخير لم أتعاطف معه رغم أني  حاولت (( طلع قلبي قااااسي )) فقد عشت شيئا من فرحة فالموت رحمة لأمثاله  ... واعتقد أن ما حصل في اليمن ليس يبدءا بتفجير مصنع الذخيرة في أبين وجمعة الكرامة وليس ينتهي بإحراق ساحة الحرية بمن فيها استنزف أخر قدرتي على التعاطف ... ودموعي حينها لم تتحول الا كرها لمن وجدته متمسكا بلقب ولي الأمر حينها ولم أجد منه كلمة تعاطف واحدة ...
قبل أن تلوموني وتقولوا الشماتة حراام ...خذوا وقتا لتعريفها لي ...
وثانيا يا أصحاب القلوب الناعمة هل يعقل أن يقتصر تعاطفكم على شخص واحد من ابرز الأشياء التي يبرع فيها الاستجداء  ...
وهاهو الآن ليس يقوم إلا باستجداء تعاطفكم ..
 لم يظهر الرئيس بوجهه المحروق فقط ليثبت انه على قيد الحياة بقدر معرفته بالشعب العاطفي الذي يحكمه شعب وان كان يحمل سابقا بعض أفراده راية معارضيه فهاهم اليوم يرفعون صورته  تعاطفا معه .. ربما لان خروجه من النار كما يرون  مكرمة ما ...

((الشيء الذي يهيمن على الجماعات ليس الحاجة إلى الحرية وإنما العبودية وذلك أن ظمأها للطاعة يجعلها تخضع غرائزيا لمن يعلن أنه زعيم))
..فعلا فالحرية متعبة لأولئك الذين يخشون ان يختاروا ويبنون ويتعبوا ...لأولئك الذين مازالوا مرتاحين من النظام السابق  أولئك الذين يجدون مأكلهم ومشربهم ومنامهم وراحتهم وعلمهم .. لما يثورون ..وهم مرتاحين ..ولما يتكلفون رفع شعار التغيير في حين رفع صورة القائد أسهل بكثير ..
صار الجو في اليمن مكارحة واقرحو جو يا دعاة التغيير وفي الواقع لا يضيق بهذا الحال سوى ذاك الذي لم يجد سوى الرغيف  الحاف في عهد علي ولم يرد من التغير سوى القليل ما يحشو به ذاك الرغيف  .. ولا يريد الان سوى العيـــــــــــــــــــــــــــــش ...بعد أن أصبحت الثورة بقايا ثورة تحاول ان تقاوم وأصبح التأييد الشعبي لها يقل يوما بعد يوم وظهر القبح الذي احتضنته الثورة في بدايتها ليقضي عليها ...
نحن كمن يعيش في سفينة ولد البعض على ظهرها والآخرون في أسفلها .. لم يجد الذين في أسفلها سوى مهمة الترقيع لكل الفتحات التي خلفها الذين في ظهرها بسبب قيادتهم الطائشة للسفينة ...وعندما قرر بعض من في الأسفل أن يتوقف عن هذا العمل لأنه أراد أن يحضا ببعض الشمس التي تشرق في الأعلى علم أن غرق السفينة سيقتله قبل ان يقتل أي احد في الأعلى فعلى صراخ بعض من في الأسفل ((على وعلى أعدائي )) ((خربانة خربانة )) وصرخ من في الأعلى ((شششش الوطن فوق الجميع ))
ما هو الوطن الذي تتحدثون عنه ..........ماذا تريدون منه ......ماذا سيعطيكم .....وأي ارض ستكون لكم وطن وأي شعب سيكون لكم وطن..
 كيف يختصر الوطن بكم انتم ..انتم وحسب ...ويصبح من الكفر أن يطالب الجميع بالعيش على ظهر السفينة ...هل من الإجرام وشق  عصى الطاعة  المطالبة بربان حكيم ..
لم تكن الثورة بتلك القوة ... ربما لأنه ليس لها قائد وحولها ألاف الذين يريدون ذاك المنصب وبعدهم ألاف الذين يكفرون من يريد اخذ ذاك المنصب لا احد في المقدمة ..
لم تحقق الثورة إلى الآن أي نجاح على الأرض حتى خروج صالح لم يكن استجابة لها بل لظروف لا يعرف من وراءها خرج الرئيس ولم يحصل شيء وغرد المشترك بإعطاء هادي فرصة وعاد صالح للواجهة بعد 34 يوم ولم افقه بعد أي فرصة أراد المشترك وأي ثورة يتغنى بها قادته ..
في هذه اللحظة أريد أن اخرج واصرخ على طريقة ((اين حقوق الإنسان أين المنظمات الدولية )) لكني أريد أن أقول أين مصر .؟؟؟... فحينما علقت ثور سبتمبر مع السعودية حينها جاءت مصر ..(.ربما أصبحت تلك عقدة ما )
أين جامعة الدول العربية ...؟؟ أين عمر موسى ((بما انه يبرع بالتنديد )) وفي هذه اللحظة ابحث فقط عن تنديد ..فقط تنديد .. ام يبقى اليمني كما قال عنه البردوني ...
مواطن بلا وطن لأنه من اليمن
 تباع ارض شعبة وتشترى بلا ثمن
أريد حقا أن اصرخ يا مندسين العالم أتحدو فنفوذ ما تسمى بدولة آل سعود يمنع أي تحسن في الأوضاع في اليمن ...
يا جماعة الخير حتى الكهرباء اكتشفت قدرة الحكومة على توفيرها أسبوع كاااامل .. وانقطعت بمجرد مغادرة لجنة الأمم المتحدة .. ليثبت بحق أن الأزمات في اليمن مفتعلة ..
ويبقى الحل كما أراه سهل ((عمل مجلس انتقالي )) بأي صيغة صاغتها الأطراف..... الشباب المفكرين الأحزاب ..
.لكن يبدو الوضع  كما هو في شوارع صنعاء  حيث تصل بك إلى القرية  في حين أن كل الذي أردته قطع الشارع فيقوم الجميع بعكس خط ليس رغبة في مخالفة القانون لكن البنزين معدوم ..
الكل يندد بالاستحمار ربما لان المندد عادة يخرج نفسه من تلك الدائرة و اعلم أن الجميع بات يندد بالاستحمار وما أراه استحمارا في نظري يراه غيري عين العقل لكن لا يهم فالسائق الطائش دائما سائق السيارة الأخرى لذا فليسقط الاستحمار
الاستحمار  الذي يجعل الحل دائما واقفا أمامنا لكن نأبى أن نراه .... حكومتنا تتبع سياسة  ((الحوار )) ومعارضتنا سياسة  ((التروي )) و مخططينا سياسة  (( اللف والدوران)) ...
في الأخير عارفة ((كل واحد مننا ماسك من السكة طرف )) مهما كتبت لن اقنع ألا من كان مقتنعا بما قلت وسيعتبر البقية كلامي لا يزيد عن ((هذار )) لذا لم يبق لي سوى رمضان كريم هذا أخر(( هذاري))  حتى أشعار أخر بالأمل .....

هناك تعليقان (2):

  1. من ينظر للثورات من الخارج يلاحظ انها تعاني ذات المعاناة فكما قلتي سفينة المسحقون هم من يتظررون في جميع احوالها.
    ولكن لليمن خصوصية اخرى، انها ثورة بدت "طويلة البال" ابتدأت قبل ثورة مصر وتأبى ان تنهي اعتقد ربما لأن انصار الجزب الحاكم اكثر مما الفنا في مصر وتونس.

    رمضان كريم

    ردحذف
  2. برافو ترفع لك القبعه على سلاسه الكتابه

    ردحذف